المغرب يطلق مبادرة بقيمة 109 ملايين دولار لمواجهة البطالة الريفية وتحديث القطاع الزراعي

يستعد المغرب لإطلاق برنامج وطني بقيمة مليار درهم (108.5 مليون دولار) يهدف إلى معالجة بطالة الشباب في المناطق الريفية ودفع تحديث القطاع الزراعي، حسبما أعلنت وزارة الفلاحة. وأوضح وزير الفلاحة أحمد البواري خلال عرضه للبرنامج أمام البرلمان أن هذه المبادرة تأتي ضمن خارطة طريق التوظيف 2025–2030 للحكومة.

التركيز على التدريب والتعاونيات

سيولي البرنامج الأولوية لـ:

توفير التدريب العملي لـ 90,000 شاب وشابة، بدعم من خدمات الاستشارة الزراعية.

إطلاق 3,400 مشروع تعاوني زراعي، مع التركيز بشكل خاص على تربية الماشية.

كما يقدم البرنامج حوافز مالية تشمل الإعانات، ودعم تأجير الأراضي، ومساعدات استثمارية لمساعدة الشباب على الوصول إلى الأراضي وبدء مشاريعهم الزراعية، بهدف تعزيز فرص التوظيف في المناطق الريفية ودعم النمو الاقتصادي طويل الأمد.

مواجهة خسائر الوظائف الكبيرة

شهد القطاع الزراعي في المغرب تراجعاً كبيراً في فرص العمل. ووفقاً لـ بنك المغرب (BAM)، فقد تم فقدان نحو مليون وظيفة بين عامي 2019 و2024، وهو اتجاه استمر في عام 2025. وأفادت المندوبية السامية للتخطيط (HCP) بانخفاض 108,000 وظيفة في قطاعات الزراعة والغابات والصيد البحري بين الربع الثاني من 2024 ونفس الفترة من 2025.

ويرجع البنك المركزي هذا التراجع إلى الجفاف المستمر منذ 2019، وتفاقم ضغوط المياه الناتجة عن التغير المناخي، بالإضافة إلى الاعتماد المتزايد على الميكنة. ففي الفترة بين 2008 و2018، ارتفعت أعداد المعدات الزراعية بشكل ملحوظ، حيث زاد عدد الجرارات من 40,000 إلى 75,000، والحصادات من 3,000 إلى 7,000 وحدة.

التدريب على الزراعة الذكية مناخياً والتقنيات الحديثة

يركز البرنامج على الزراعة الذكية مناخياً والمهارات الرقمية لإعداد الشباب الريفيين لقطاع زراعي حديث. وسيشمل التدريب التقنيات الدقيقة مثل الري الذكي، ومستشعرات التربة، والطائرات بدون طيار، وأنظمة مراقبة المحاصيل، لضمان قدرة الجيل القادم من الفلاحين على التكيف مع الضغوط المناخية وسوق العمل سريع التغير.