VIV Asia
الاستدامةمقالات عامة

تغير المناخ و المبيدات :”حلقة مفرغة”

يعدّ تغيّر المناخ أحد أكبر التحدّيات التي تواجه البشرية اليوم. يُعرّف تغير المناخ على أنّه تغيّر في الخصائص الإحصائية للنظام المناخي ويشير إلى أي تغير كبير وطويل الأجل في متوسط ​​الظروف الجوية داخل منطقة معينة. يمكن أن تشمل الظروف الجوية أشياء مثل متوسط ​​درجة الحرارة ومعدّل هطول الأمطار وقوّة الرياح. وقد تحدث هذه التغيرات بسبب العمليات الأرضية الديناميكية مثل البراكين، والقوى الخارجية مثل التغيّرات في شدّة الإشعاع الشمسي أو سقوط النيازك الكبيرة، ومؤخرا ً النشاط البشري. تظهر الأدلة العلمية أنّ المبيدات الآفات تزيد بشكل كبير من انبعاثات الغازات الدفيئة بينما تجعل أنظمتنا الزراعية أكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ.

في السنوات الأخيرة، كان هناك قلق متزايد بشأن تأثير النظام الصناعي الزراعي المهيمن على أزمة المناخ. إنّ أكثر من ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم تأتي من إنتاج الغذاء، وتمثّل الانبعاثات الزراعية 31% منها. ومع ذلك، تمّ تجاهل الحد ّمن استخدام مبيدات الآفات الاصطناعية في حلول تغير المناخ، حتى أن ّاستخدام المبيدات الآفات الاصطناعية تم ّإدراجه في القائمة كإستراتيجية تخفيف من تغير المناخ الناجم عن المصالح الزراعية الصناعية.

أظهرت دراسة جديدة أنّ مبيدات الآفات ، بدءًا من تصنيعها ونقلها واستخدامها ووصولاً إلى تحللّها والتخلص منها، هي سبب رئيسي لتغير المناخ. يقول الباحثون في شبكة عمل مبيدات الآفات في أمريكا الشمالية (PANNA) إنّه على الرغم من أنّ مبيدات الآفات كانت دائمًا أداة رئيسية في الإنتاج الزراعي، إلّا أنّ فعاليتها آخذة في الإنخفاض كما أنّ تغيّر المناخ يؤدّي إلى تفاقم الحاجة إلى المزيد من المبيدات الآفات. ومن المتوقّع أن يؤدّي تغيّر المناخ إلى زيادة استخدام مبيدات الآفات. “لقد وجد بشكل أساسي أنّه من المتوقّع أن تؤدّي آثار تغيّر المناخ إلى زيادة ضغط الآفات وتقليل فعالية مبيدات الآفات ، ممّا يؤدّي في النهاية إلى زيادة استخدام مبيدات الآفات بسبب تغيّر المناخ والمساهمة الكبيرة للمبيدات الحشرية في انبعاثات غازات الدفيئة” لتكون حلقة مفرغة.

وتعتقد وكالة (PANNA) أنّ العلاقة بين مبيدات الآفات وتغيّر المناخ عبارة عن حلقة: فمبيدات الآفات تزيد الإنبعاثات في الغلاف الجوي، ممّا يسرّع تغيّر المناخ، في حين أنّ ارتفاع درجة حرارة المناخ يضغط على النظم الزراعية ويزيد من عدد الآفات والحشرات التي تتطلّب المزيد من مبيدات الآفات.

يؤدّي ارتفاع درجات الحرارة إلى تقليل قدرة المحاصيل على التحمّل: يؤدّي الإجهاد الحراري والتغيّرات في أنماط هطول الأمطار وظهور المزيد من الآفات المحلّية إلى زيادة الطلب على المواد الكيميائية الإصطناعية ومبيدات الآفات. تظهر بعض الدراسات أنّ أقلّ من 0.01% من مبيدات الآفات تصل إلى الآفات المستهدفة، ممّا يعني أنّ المواد الكيميائية الزائدة تنتهي في نهاية المطاف إلى نباتات أخرى أو في التربة والماء والهواء. وتتفاقم المشكلة مع ارتفاع درجات الحرارة التي يمكن أن تتسبّب في تبخّر المبيدات الآفات وتحولّها إلى غازات سامة يمكن أن تسمّم الأشخاص الذين يتلامسون معها.

 

 

هل مبيدات الآفات هي الدافع وراء تغيّر المناخ؟

قامت دراسات قليلة بحساب انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن استخدام مبيدات الآفات طوال دورة حياة المادة الكيميائية بأكملها (التخليق والتخزين والنقل والإستخدام والتحلّل)، وهو ما من المرجّح أن يؤدّي إلى التقليل من تقدير التأثير الحقيقي. ومن حيث الإنتاج، فإنّ 99% من المواد الكيميائية الإصطناعية، بما في ذلك المبيدات الآفات ، مشتقّة من الوقود الأحفوري. لكنّها حظيت باهتمام أقلّ بكثير من الأسمدة النيتروجينية، وهي أحد المدّخلات الكيميائية الزراعية الرئيسية الأخرى التي تساهم في مستويات خطيرة من انبعاثات الغازات الدفيئة.

مرحلة إنتاج مبيدات الآفات

تتكوّن المبيدات من مكوّن نشط ومكوّن خامل. ويقتل المكون النشط الآفات (الحشائش والحشرات والفطريات)، بينما يسهّل المكوّن الخامل تطبيق المنتج ويغلّف النبات المستهدف ويعزّز فعالية المنتج. كما يتمّ تغليف العديد من مبيدات الآفات بمواد بلاستيكية دقيقة خاملة مشتقة من الوقود الأحفوري للتحكم بشكل أكثر موثوقية في إطلاق المنتج.

يتمّ إنتاج معظم المكوّنات النشطة من المواد الهيدروكربونية المشتقة من البترول والمعروفة باسم المواد الأولية الهيدروكربونية. وتُدمج هذه المواد الخام مع عناصر أخرى مثل الكلور والأكسجين والكبريت والفوسفور والنيتروجين والبروميد لتكوين مواد كيميائية وسيطة. وهذه العملية مسؤولة عن انبعاثات غازات الإحتباس الحراري الناتجة عن إنتاج المبيدات.

ثمّ تضاف بعد ذلك مكوّنات خاملة مختلفة إلى المنتج النهائي لمبيد الآفات. ويتمّ التعرّف على بعض هذه المكونات الخاملة كمكوّنات نشطة في مبيدات الآفات الأخرى، في حين أنّ بعضها الآخر نشط بيولوجيًا ويحتمل أن يكون سامًا أو تمّ تحديده على أنّه سام.

  • صناعات الوقود الأحفوري ومبيدات الآفات تتدفّق من الكربون

منذ الحرب العالمية الثانية، كانت مبيدات الآفات تُصنّع بشكل عام من النفط أو المنتجات البترولية الثانوية، حيث تنتج شركات صناعة النفط العملاقة إكسون موبيل وشيفرون فيليبس للكيماويات وشلّ مبيدات الآفات أو سلائفها الكيميائية. أبلغت العديد من شركات الكيماويات الزراعية عن ارتفاع انبعاثات الكربون المرتبطة بعملياتها. على سبيل المثال، بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المباشرة أو غير المباشرة من عمليات شركة سينجتا في عام 2021 ما يعادل تقريبًا انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية لأكثر من مليوني سيارة ركّاب.  تروج شركات الوقود الأحفوري مثل شيفرون لمنتجاتها الكيماوية الزراعية للمزارعين منذ عقود، كما رأينا في برنامج “لا تيل فارمر” في عام 1972. الباراكوات هو مبيد أعشاب مرتبط بمرض باركنسون.

وتظهر الأبحاث أنّ الطاقة اللازمة لإنتاج كيلوجرام من المبيد الحشري تعادل في المتوسط عشرة أضعاف الطاقة اللّازمة لإنتاج كيلوجرام من الأسمدة النيتروجينية، وتعادل الطاقة اللّازمة لإنتاج جميع الجليفوسات المستخدم في جميع أنحاء العالم في عام 2014 الطاقة السنوية اللازمة لتشغيل 6.25 مليون سيارة.

وقد تطلق المبيدات أيضاً غازات الدفيئة بعد استخدامها. وعلى سبيل المثال، فإنّ مادة فلوريد الكبريت هي نفسها من غازات الدفيئة. فإطلاق طن واحد من هذه المادة يعادل انبعاث 4,780 طن من ثاني أكسيد الكربون. كما يتفاعل بعضها مع أكاسيد النيتروجين والأشعّة فوق البنفسجية لتكوين الأوزون على مستوى الأرض وملوّثات الهواء وغازات الدفيئة، وثبت أن مبيدات الآفات تزيد بشكل كبير من توليد أكسيد النيتروز في التربة. وتؤدّي العديد من المبيدات الحشرية إلى تكوين الأوزون على مستوى الأرض، وهو غاز دفيئة ضار بالبشر والنباتات على حد سواء.

لا تزال هذه البيانات صالحة حتى اليوم، على الرغم من أنّه يمكن الرجوع إلى دراسات أحدث في المتوسط

– ينتج عن إنتاج مبيدات الأعشاب ما بين 18.22 و26.63 كجم من ثاني أكسيد الكربون لكل كجم.

– ينبعث من إنتاج المبيدات الحشرية 14.79-18.91 كجم من ثاني أكسيد الكربون لكل كجم.

– ويتسبّب إنتاج مبيدات الفطريات في انبعاث ما بين 11.94 و29.19 كجم من ثاني أكسيد الكربون لكل كجم.

وتساهم هذه الأرقام بشكل كبير في إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة التي تلعب دورًا في تغيّر المناخ.

استخدام المبيدات و تتدفّق من الكربون

في نفس الوقت الذي يؤدّي فيه استخدام مبيدات الآفات إلى تحفيز تغيّر المناخ، تشير الأبحاث إلى أن آثار تغيّر المناخ من المرجّح أن تؤدّي إلى زيادة استخدام المبيدات الإصطناعية. وأسباب ذلك هي:

يؤدّي ارتفاع درجات الحرارة والإجهاد الحراري وتغيّر أنماط هطول الأمطار إلى الحدّ من قدرة المحاصيل على الصمود. على سبيل المثال، يؤدّي الجفاف إلى إضعاف الدفاعات الطبيعية للنباتات وتغيير النظم الإيكولوجية وجعلها أكثر عرضة للآفات.

ومن المرجّح أن يؤدّي ارتفاع درجات الحرارة إلى تحفيز زيادة أعداد الحشرات في بعض المناطق. ويتوقّع العلماء أيضًا أن يستمر تغير المناطق الجغرافية للحشرات وقدرتها على البقاء في فصل الشتاء.

وتعتبر الأعشاب أكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ من المحاصيل المزروعة بسبب تنوعها الجيني الأكبر وقدرتها على التكيّف. وتشير الدراسات إلى أنّ قدرة الأعشاب الضارّة على منافسة المحاصيل ستزداد في العديد من المناطق، مما يؤدّي إلى انخفاض المحاصيل.

من المرجّح أن تنجرف مبيدات الآفات بعيدًا عن هدفها المقصود في الظروف الأكثر حرارة وتتحلّل بسرعة أكبر.

ويسرّع تغيّر المناخ من تدهور مبيدات الآفات، ممّا يقلّل من مدّة صلاحيتها ويجعل المزارعين يستخدمون المزيد من المبيدات.

ومن المرجح أن تؤدّي المبيدات التي تتطاير (او تتحول الى غاز) في الطقس الحار إلى تلويث البيئة المحيطة بها وتضر ّ بالصحة العامة، ممّا يزيد من تعريض العمال الزراعيين والمجتمعات الريفية للخطر.

مآل المبيدات :

وفي نهاية المطاف تؤدّي مبيدات الآفات المخزونة والمتقادمة إلى تآكل حاوياتها وتدخل إلى البيئة ما لم يتمّ التخلّص منها بشكل صحيح. يعدّ الحرق في درجات حرارة عالية الطريقة الأكثر استخدامًا والموصى بها للتعامل مع هذه النفايات، والتي تعدّ في حدّ ذاتها عملية كثيفة الإستهلاك للطاقة.

كما تشكّل حاويات المبيدات الفارغة وغيرها من المواد الملوّثة خطراً بيئياً يستهلك الكثير من الطاقة للتعامل معها بأمان

وتشمل بعض العواقب الأخرى غير المقصودة لاستخدام مبيدات الآفات التدهور البيئي، وفقدان التنوّع البيولوجي، وحالات التسمّم لدى البشر. على الرغم من أنّ تأثيرات تغيّر المناخ، وبالتالي التأثير على استخدام مبيدات الآفات، قد تختلف إقليمياً، فمن المتوقع أن يزداد استخدام مبيدات الآفات بشكل عام  وبالتالي زيادة حجم وتأثير هذه العواقب غير المقصودة.

في ما يلي خمس حقائق حول تاثير العوامل البيئية على مآل المبيدات

1 – مبيدات الآفات لن تتحلّل بشكل أسرع دائمًا إذا كانت أكثر دفئًا

2 – الماء الدافئ لا يحتوي بالضرورة على المزيد من المبيدات

3 – يمكن أن يقلّل الطقس البارد من ترشيح المبيدات

4 – سقوط الأمطار بغزارة لا يعني جريان المبيدات

5- الآثار الرئيسية لتغيّر المناخ على مصير المبيدات لن تكون بسبب الفيزياء أو الكيمياء

  • المبيدات وتغيّر المناخ في مؤتمر COP 28
  • كيف تساهم مبيدات الآفات في انبعاثات الغازات الدفيئة وتغيّر المناخ ؟

عقد في الإمارات العربية المتحدة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ لعام 2023، المعروف باسم مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP 28 )، في ضوء مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP 28)، يمكن الإشارة الى أهمّ ما يخصّ  العلاقة بين مبيدات الآفات وتغيّر المناخ ، كما جاء في التقرير الصادر عن المؤتمر بشأن تأثير مبيدات الآفات على البيئة وصحة الإنسان:

  • سؤال مهم ولكن غالباً ما يتمّ تجاهله وهو كيفية ارتباط مبيدات الآفات وتغيّر المناخ. تؤدّي زيادة تركيزات غازات الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي إلى تغيّر المناخ. وتشمل عواقب تغيّر المناخ ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الظواهر الجوية المتطرفة مثل موجات الحر والجفاف والفيضانات، والتغيّرات في النظم الإيكولوجية (الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ – IPCC، 2013).
  • يمكن أن تساهم مبيدات الآفات في انبعاثات غازات الإحتباس الحراري طوال دورة حياتها. ويساهم تغيّر المناخ في زيادة استخدام مبيدات الآفات، والتأثيرات الصحية والبيئية، فضلاً عن السمية، ممّا يشكّل دورة ذاتية الإستدامة. (برنامج الأمم المتحدة للبيئة – برنامج الأمم المتحدة للبيئة، 2021؛ شبكة العمل على مبيدات الآفات – PAN – أمريكا الشمالية، 2023).
  • يعد تغيّر المناخ أحد أكبر التحدّيات التي تواجه البشرية اليوم. تشير الأدلة العلمية إلى أنّه في حين أنّ مبيدات الآفات تساهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إلا أنّها تجعل النظم الزراعية أكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ. ومع ذلك، فإن تقييد استخدام مبيدات الآفات الاصطناعية يتمّ إغفاله من حلول تغيّر المناخ، بل إنّ أصحاب المصلحة في الزراعة الصناعية يقدمون استخدام مبيدات الآفات الاصطناعية كاستراتيجية للتخفيف من آثار تغير المناخ.
  • من المتوقع أن يؤدّي تغيّر المناخ إلى زيادة استخدام مبيدات الآفات. “من المتوقع أن تؤدّي تأثيرات تغيّر المناخ إلى تفاقم ضغط الآفات وتقليل فعالية مبيدات الآفات، مما يؤدّي في نهاية المطاف إلى زيادة استخدام مبيدات الآفات، وهو أمر أساسي. وبسبب تغيّر المناخ، تساهم مبيدات الآفات بشكل كبير في انبعاثات غازات الإحتباس الحراري (GHG)، ممّا يشكّل حلقة مفرغة.

أمثلة لمراحل دورة حياة مبيدات الآفات التي تؤدّي إلى انبعاثات غازات الدفيئة: (برنامج الأمم المتحدة للبيئة، 2023).

– التصنيع: يستهلك إنتاج مبيدات الآفات الطاقة بكثافة.

– التعبئة والتغليف: يشيع استخدام البلاستيك المشتق من الوقود الأحفوري.

– النقل: من الإنتاج إلى الإستخدام.

– الإستخدام: تزيد مواد التبخير من توليد أكسيد النيتروز في التربة بعد الإستخدام.

تتفاعل العديد من مبيدات الآفات مع الغازات الجوية بعد إطلاقها، مما ينتج الأوزون وغازات الدفيئة الأخرى. ويساهم التدهور البيئي الناجم عن استخدام المبيدات الحشرية أو تفاقمه في إطلاق غازات الدفيئة. فعلى سبيل المثال، يؤثّر الجليفوسات على قدرة التربة على تثبيت الكربون.

  • .قضية العدالة البيئية والمبيدات

يحذّر العلماء من أنّ تغيّر المناخ سيزيد من حركة مبيدات الآفات بعيدًا عن أهدافها المقصودة ، ممّا يؤدّي إلى زيادة تلويث بيئتنا وتعريض الصحة العامة للخطر. من المتوقّع أن تؤدّي درجات الحرارة المرتفعة إلى مزيد من تطاير المبيدات – عندما تتحول مبيدات الآفات إلى غاز – ممّا يعني المزيد من مبيدات الآفات في الهواء. من المتوقّع أيضًا أن تؤدّي أحداث الأمطار الغزيرة إلى زيادة فقد مبيدات الآفات في مجارينا المائية.

في الولايات المتحدة، الأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الأكثر تعرضًا لمبيدات الآفات – العمال الزراعيون والمجتمعات الريفية والسكان الذين يعيشون حيث يتمّ إنتاج مبيدات الآفات ويتمّ التخلّص من النفايات – هم من ذوي الدخل المنخفض بشكل غير متناسب وذوي البشرة الملونة. ستؤدّي الزيادة المتوقّعة في استخدام مبيدات الآفات أيضًا إلى تفاقم تأثيرات تغيّر المناخ الأخرى التي تؤثّر على هذه المجتمعات ، مثل الحرارة الشديدة ودخان حرائق الغابات. هذه أزمة مناخية وظلم عنصري.

  • يمكن تلخيص الإستجابات البشرية لسيناريو الزراعة الإيكولوجية على شكل قائمة من الإختيارات:

قرار زراعة قطعة أرض اختيار أي محصول ينمو-الصنف-الري-اختيار المبيدات-معدل وتوقيت وتكرار استخدام مبيدات الآفات.

يمكن اعتبار التأثيرات غير المباشرة للمناخ على مصير مبيدات الآفات بمثابة توتّر بين الدوافع المجتمعية المزدوجة لزيادة الإنتاج مع الحفاظ على السلامة البيئية. هل ستفوق التأثيرات غير المباشرة التأثيرات المباشرة  وجاء في البيان أنّه “على المدى الطويل ، قد يكون لتغيّر استخدام الأراضي الناتج عن التغيّرات في المناخ تأثير أكثر أهمّية على مبيدات الآفات في البيئة من التأثيرات المباشرة لتغيّر المناخ على مصير مبيدات الآفات المحدّدة وعمليات النقل”.

لذا ، فإن ّأكبر تأثير لتغيّر المناخ على مصير مبيدات الآفات ليس الفيزياء والكيمياء ، بل سلسلة ردود فعل المزارعين والمستهلكين والمنتجين وتجّار التجزئة والسياسيين في كيفية اتخاذ قرار جميعًا بالإستجابة للتغييرات.

  • الحلول الحقيقية المستدامة

على الرغم من هذه النتائج ، تمّ حذف الحدّ من استخدام مبيدات الآفات الاصطناعية من حلول تغيّر المناخ. وبدلاً من ذلك، تمّ تقديم استخدام مبيدات الآفات الاصطناعية كاستراتيجية لتخفيف تغيّر المناخ من قبل مصالح الزراعة الصناعية مع اقتراح عدّة حلول ومنها:

الحلّ الحقيقي يعالج كل جوانب هذه الحلقة المفرغة: الإيكولوجيا الزراعية! يقلّل اعتماد النظم الزراعية البديلة أو يلغي استخدام الأسمدة الاصطناعية ومبيدات الآفات مع زيادة مرونة أنظمتنا الزراعية لتحمّل تأثيرات تغيّر المناخ بشكل أفضل.

  • وهذا يشمل استخدام أقلّ عدد ممكن من المدخلات الاصطناعية والإستماع إلى وجهات نظر أولئك الأكثر تأثراً بالزراعة، مثل عمّال المزارع والمجتمعات الأصلية أو المحلية. أيضًا الإعتماد على التنوّع البيولوجي لتعزيز صحّة التربة والمحاصيل وتوليد “دورة نشطة من المغذّيات والوقاية من الآفات”.
  • يمكن للحكومات أن تبدأ بتبنّي أهداف قابلة للقياس للحدّ من استخدام مبيدات الآفات الاصطناعية في سياسات المناخ. يجب كتابة القوانين واللوائح لدعم وتعزيز حقوق المجموعات الأكثر تأثراً باستخدام مبيدات الآفات الاصطناعية. وأخيرًا ، يجب تطوير السياسات التي توفّر مساعدة تقنية محسّنة وحوافز للمزارعين لتبنّي ممارسات زراعية تحمي صحّة المجتمع والنظام البيئي.
  • بتقليل استخدام مبيدات الآفات بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2030 وبنسبة 90 في المائة بحلول عام 2050 ، بالإضافة إلى تحديد أهداف لخفض سمّية مبيدات الآفات ، والتخلّص التدريجي من مبيدات الآفات شديدة الخطورة ، وتحويل 30 في المائة من الأراضي المستزرعة إلى الإيكولوجيا الزراعية أو الزراعة العضوية بحلول عام 2030.
  • ويقول الباحثون إنّ الحلّ هو الزراعة الإيكولوجية. تركّز الزراعية الإيكولوجية على الزراعة المحافظة على الموارد، والعمليات البيئية التي تتكيّف مع الظروف المحلية، وممارسات مثل الزراعة البينية، حيث ينمو محصولان أو أكثر معًا لزيادة التنوع البيولوجي وتعزيز صحّة النبات. كما أنّها تعطي الأولوية للصحّة وقوّة اتخاذ القرار للمزارعين والعمّال الزراعيين، والتي ثبت أنّها تعمل على تحسين غلّات المحاصيل والربحية والقدرة على الصمود في مواجهة تأثيرات المناخ.
  • ويقول التقرير إنّ الزراعة الإيكولوجية تؤدّي إلى تحسين الصحّة العامة، وتحسين الأمن الغذائي والسيادة، وتعزيز التنوّع البيولوجي والمنافع الاإجتماعية، مثل تحسين التعاون بين المزارعين والمجتمعات. ويضيف الباحثون أنّ التحوّل عبر نظام إنتاج الغذاء بأكمله سيكون مكلفاً، ولكن هناك طرق لتحفيز التحوّل من خلال الإعانات، على غرار دعم اعتماد التكنولوجيا الخضراء.
  • “إنّ أساليب الزراعة التقليدية لا تأخذ في الاعتبار العوامل الخارجية البيئية والتكاليف الصحية. وقال شارما إنّ الأغذية العضوية أكثر تكلفة لأنّها تمثّل تلك الأشياء. “إنّ النظام المختلف قد يكون أكثر تكلفة، نعم، ولكن الدور الحاسم للحكومة هو التأكّد من أنّ الناس، بغض النظر عن مستوى الدخل، قادرون على شراء الغذاء دون مبيدات الآفات.”
  • يعدّ تغيّر المناخ أحد أكبر التحدّيات التي تواجه البشرية اليوم. تشير الأدلّة العلمية إلى أنّ مبيدات الآفات تساهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الدفيئة بينما تجعل أنظمتنا الزراعية أكثر عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ.
  • تعزيز التمويل للبحوث الزراعية والزراعة البديلة: على الحكومات الإتجاة إلى الإستثمار في البرامج التي تشجّع تبادل المعرفة بين المزارع، وزيادة المساعدة الفنية والمساعدات المالية للمزارعين الذين يمارسون حاليًا أو يأملون في ممارسة الزراعة الإيكولوجية وشراء المنتجات من الزراعة الإيكولوجية أو المزارع العضوية.
  • البحث لا يمثّل القصّة بأكملها

الحسابات المقدّمة في دراسة انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن مبيدات الآفات تأخذ في الإعتبار فقط الطاقة المستخدمة لإنتاج المكوّنات النشطة. ويشمل التقدير الحقيقي أيضًا مراحل أخرى من دورة حياة المبيد. يتمّ حذف النقل واستخدام مبيدات الآفات وتأثيرات ما بعد التطبيق من مستويات الإنبعاثات المحسوبة. وتفشل هذه الأرقام أيضًا في تضمين الطاقة اللازمة لتركيب منتجات المبيدات النهائية وتصنيع المكوّنات الخاملة، والتي تمثّل عادةً معظم حجم المبيد. على سبيل المثال، تشكل المكوّنات الخاملة ما يصل إلى 50-75% من منتجات الغليفوسات.

تم استخدام أكثر من 500 من هذه المكونات الخاملة أو يتم استخدامها حاليًا كمكونات نشطة، ولكن نظرًا لحماية الملكية، فإن تحديد وحجم هذه المكونات يظل سرًا عن الجمهور .هذا يجعل من المستحيل حساب متطلبات الطاقة اللازمة لتصنيع منتجات مبيدات الآفات بالكامل.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Message Us on WhatsApp