الظاهرة الإماراتية تبدأ توريد القمح من مزارع توشكى إلى مطاحن صعيد مصر

في خطوة جديدة تعزز أهداف مصر لتحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات، بدأت شركة “الظاهرة” الإماراتية توريد كميات من القمح المنتج في مزارعها بمنطقة توشكى إلى مطاحن صعيد مصر، ضمن منظومة توريد منظمة تُنفّذ بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة.

شراكة استراتيجية على أرض توشكى

تُعد شركة “الظاهرة – مصر” من أبرز المستثمرين الزراعيين في مشروع توشكى، حيث تمتلك نحو 37,400 فدان، تم استصلاح 25 ألف فدان منها حتى الآن. وتقوم الشركة بزراعة محاصيل استراتيجية متنوعة على رأسها القمح، والذرة، والبنجر السكري، والأعلاف الحيوانية، بالإضافة إلى الحمضيات، باستخدام أحدث تقنيات الزراعة الذكية والطاقة المتجددة.

وتعتمد مزارع الشركة في توشكى على محطة طاقة شمسية بقدرة 20 ميجاوات لضمان استدامة العمليات الزراعية، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وهو ما ينسجم مع توجه الدولة نحو التوسع في الزراعة النظيفة.

تقليل الفاتورة الاستيرادية بـ250 مليون دولار

وكان رؤوف توفيق، الرئيس التنفيذي لشركة الظاهرة – مصر، قد صرح في ديسمبر الماضي أن الشركة ساهمت خلال السنوات الماضية في خفض فاتورة واردات الحاصلات الزراعية في مصر بما يزيد عن 250 مليون دولار، من خلال إنتاج نحو 450 ألف طن من القمح المحلي وتوريده إلى الصوامع الحكومية، إلى جانب إنتاج مئات الآلاف من الأطنان من الذرة وبنجر السكر.

دعم الصعيد بمحصول استراتيجي

وجاءت عملية توريد القمح إلى مطاحن صعيد مصر ضمن خطة تهدف إلى دعم المحافظات الجنوبية بمحصول استراتيجي، وتقليص الحاجة إلى نقل القمح من الوجه البحري، مما يُسهم في تقليل تكلفة النقل ورفع كفاءة سلاسل الإمداد الغذائي داخل البلاد.

توسعات قيد التفاوض

تسعى الشركة حاليًا للتوسع في نطاق أعمالها الزراعية في مصر، حيث تتفاوض مع الجهات المعنية للحصول على نحو 80 ألف فدان إضافية في مناطق مختلفة، من بينها أراضٍ جديدة في توشكى، ضمن خطة استثمارية تتجاوز 200 مليون دولار خلال السنوات المقبلة.

الظاهرة الإماراتية: ذراع أبوظبي في الأمن الغذائي العالمي

تُعد “الظاهرة” القابضة واحدة من أبرز الشركات الإماراتية العاملة في قطاع الأمن الغذائي، حيث تأسست عام 1995 وتتخذ من أبوظبي مقرًا لها. تنشط “الظاهرة” في مجالات الزراعة، التصنيع الغذائي، وتجارة السلع الاستراتيجية، وتلعب دورًا محوريًا في تنفيذ رؤية الإمارات لتعزيز الأمن الغذائي وتأمين سلاسل الإمداد محليًا وعالميًا، من خلال شراكات طويلة الأمد مع دول زراعية محورية مثل مصر

استثمارات زراعية في أكثر من 20 دولة ومحفظة أراضٍ تتجاوز 400 ألف فدان

تُدير شركة “الظاهرة” استثمارات زراعية واسعة في أكثر من 20 دولة حول العالم، وتبلغ مساحة الأراضي التي تملكها وتُديرها نحو 400 ألف فدان من الأراضي المروية، تقع على مقربة من أنهار رئيسية مثل النيل في مصر، والدانوب في أوروبا، وكولورادو في الولايات المتحدة. وتشمل محفظة أعمالها الزراعية زراعة القمح، الذرة، الأرز، البنجر السكري، والأعلاف، بالإضافة إلى الحمضيات ومنتجات الألبان، مستفيدة من أحدث تقنيات الري والمعدات الزراعية الحديثة لتعزيز الإنتاجية والاستدامة.

مشروعات صناعية متكاملة في أوروبا وآسيا وأفريقيا

إلى جانب النشاط الزراعي، تدير الشركة مصانع استراتيجية، منها مطاحن دقيق في اليونان وبلغاريا، ومصانع ضرب أرز في باكستان والهند والإمارات، ومعاصر زيت زيتون في المغرب، فضلًا عن مزارع ألبان ضخمة في صربيا والإمارات بطاقة إنتاجية تتجاوز 80 مليون لتر من الحليب سنويًا.

استثمارات قوية في السوق المصري

في مصر، تُعد “الظاهرة” من أكبر المستثمرين الزراعيين الأجانب، حيث تمتلك نحو 67 ألف فدان موزعة بين توشكى وشرق العوينات والصالحية. وقد بدأت الشركة استصلاح وزراعة أكثر من 40 ألف فدان فعليًا، ونجحت في توريد 450 ألف طن من القمح المحلي إلى الصوامع الحكومية خلال ثلاث سنوات، ما أسهم في خفض فاتورة استيراد الحاصلات الزراعية بنحو 250 مليون دولار.

توسعات مستمرة لتعزيز الأمن الغذائي الإقليمي

تسعى “الظاهرة” لتعزيز حضورها في مصر والمنطقة، من خلال مفاوضات للحصول على أراضٍ جديدة واستثمارات إضافية تتجاوز 200 مليون دولار، مع التركيز على الزراعة المستدامة باستخدام الطاقة الشمسية والري الذكي، بما يتماشى مع جهود الدولة للتوسع الأفقي واستصلاح الأراضي الصحراوية.

المصدر: https://aboutmsr.com/