
عالم الزيتون
الزيتون ليس مجرد ثمرة، بل هو ركيزة أساسية في الزراعة المتوسطية، ورمز ثقافي، وعنصر مهم في اقتصادات العديد من الدول. سواء تم استهلاكه مباشرة أو تحويله إلى زيت زيتون، تمتد صناعة الزيتون من الزراعة إلى الحصاد والاستخلاص والتصدير.
في هذا المقال، نستعرض أهم الحقائق حول إنتاج الزيتون، ونقدّم قائمة بأكبر 10 دول منتجة للزيتون في العالم وفقًا لأحدث الأرقام المتاحة.
نظرة عامة على زراعة الزيتون
تنمو أشجار الزيتون في المناطق ذات المناخ المتوسطي الذي يتميّز بشتاء معتدل وصيف حار وجاف.
تتركّز زراعته تقليديًا في حوض البحر الأبيض المتوسط، لكنها تمتد اليوم إلى مناطق جديدة حول العالم.
يُستخدم الزيتون في:
الاستهلاك المباشر (زيتون المائدة)
إنتاج زيت الزيتون (عبر العصر والتكرير)
من المؤشرات الأساسية في هذه الصناعة: المساحة المزروعة (بالهكتار) والإنتاجية (بالطن للهكتار).
على سبيل المثال، في عام 2023 بلغت مساحة مزارع الزيتون في إسبانيا نحو 2,651,110 هكتار (المصدر: TheWorldRanking.com).
تتأثر الإنتاجية بعوامل عديدة مثل المناخ، والآفات، ودورات الإنتاج الطبيعية، والتقنيات الحديثة في الزراعة.
أكبر 10 دول منتجة للزيتون في العالم (أرقام 2023)
الترتيب الدولة الإنتاج (بالطن) ملاحظات رئيسية
1️⃣ إسبانيا حوالي 5,101,010 الرائدة عالميًا بفضل التكنولوجيا الحديثة والمساحات الواسعة.
2️⃣ إيطاليا حوالي 2,397,880 تقاليد عريقة في زراعة الزيتون، لكن الإنتاج يتغير من عام لآخر.
3️⃣ تركيا حوالي 1,520,000 إنتاج كبير على سواحل بحر إيجه.
4️⃣ البرتغال حوالي 1,194,990 مساحات أصغر ولكن إنتاجية مرتفعة بفضل الزراعة الحديثة.
5️⃣ تونس حوالي 1,077,206 أكبر مصدر إفريقي، تركيز كبير على زيت الزيتون للتصدير.
6️⃣ المغرب حوالي 1,046,055 توسع مستمر في المساحات والإنتاج.
7️⃣ مصر حوالي 1,034,309 نمو سريع رغم الظروف المناخية غير التقليدية.
8️⃣ الجزائر حوالي 904,013 إنتاج مهم مع إمكانيات كبيرة للتطوير.
9️⃣ سوريا حوالي 697,325 تراث عريق في زراعة الزيتون رغم التحديات الحالية.
🔟 المملكة العربية السعودية حوالي 391,033 منتج صاعد يستثمر في الزراعة رغم المناخ الصحراوي.
المصدر: TheWorldRanking.com (تقديرات عام 2023)
ملاحظات وتحليلات
تحتل إسبانيا الصدارة عالميًا، إذ تنتج ما بين ثلث إلى نصف الإنتاج العالمي من الزيتون.
دول البحر الأبيض المتوسط هي القلب النابض للإنتاج العالمي بفضل مناخها المثالي وخبرتها الطويلة.
الدول الإفريقية مثل تونس والمغرب ومصر تشهد توسعًا سريعًا في الإنتاج والأسواق.
تختلف الإنتاجية والمساحات المزروعة سنويًا تبعًا للظروف المناخية والاستثمارات.
التغيرات المناخية مثل الجفاف وارتفاع الحرارة تؤثر بشكل متزايد على الإنتاج والأسعار العالمية.
التحديات التي تواجه صناعة الزيتون
1. التغير المناخي: ارتفاع درجات الحرارة والجفاف يهددان مناطق الإنتاج التقليدية.
2. الآفات والأمراض: مثل ذبابة الزيتون والأمراض البكتيرية التي تؤثر على جودة الثمار.
3. تقلبات الإنتاج: بسبب الدورات الطبيعية للمحصول والظروف الجوية.
4. الضغط على الموارد الطبيعية: شح المياه وتدهور التربة يشكلان تحديًا مستقبليًا كبيرًا.
5. الجودة قبل الكمية: يتجه المنتجون نحو التركيز على جودة الزيت (مثل الزيت البكر الممتاز) والعلامات المميزة.
6. الاستدامة: في إسبانيا، على سبيل المثال، يُستخدم نوى الزيتون كمصدر للطاقة الحيوية لتقليل الانبعاثات الكربونية (رويترز، 2024).
خاتمة
تبقى صناعة الزيتون ركيزة أساسية في الزراعة والاقتصاد والثقافة المتوسطية. وعلى الرغم من أن عددًا قليلاً من الدول يهيمن على الإنتاج العالمي، إلا أن دولًا أخرى بدأت تبرز بقوة في السنوات الأخيرة.
إن فهم ديناميكيات هذه الصناعة — من الإنتاج والعائدات إلى تحديات المناخ — ضروري للمنتجين والمستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
من بساتين الأندلس إلى صحارى شمال إفريقيا، يظل الزيتون رمزًا للمرونة والثقافة والازدهار








